حسن اوريد بكلية الطب بفاس وسقوط الاقنعة

نظمت الجمعية المغربية للتراث والعلوم والحضارة بشراكة مع لجنة التراث بالكلية اللقاء الاول الذي استضاف د.حسن اوريد في محاضرة تحت عنوان”التراث والحضارة”وذلك يوم الجمعة22فبراير2020 مع عرض مؤلفاته للبيع.

كانت الانتظارات كبيرة بحجم الفضاء الجامعي والاستاذ المحاضر الذي تقلب في مناصب سامية سابقا كناطق باسم القصر الملكي ومؤرخا للمملكة وواليا على جهة مكناس تافيلالت.. قبل ان يتم اعفاؤه ليتعاطى للتاليف في الرواية والقضايا السياسية الوطنية والدولية والثقافية عموما.كما ان موضوع المحاضرة كان يعد بزخم النقاش باعتباره موضوع جدل في راهننا المغربي.

كانت النظرة الاولى الى المدرج تؤكد هذه الانتظارات لكن تفحص وجوه الحضور يلغي زيف تلك النظرة الخاطفة:حضور بارز لقيادات الحزب الحاكم بفاس ومولاي يعقوب ولبرلمانيين ومنتخبين من الحزب نفسه اضافة الى عدد من الشبيبةوالمتعاطفين مع غياب للباحثين في التراث والحضارة من كليات جامعة سيدي محمد بن عبد الله وجلوس المحاضر يتيما بالمنصة كما ان الحضور الاعلامي كان باهتا حيث اقتصر على جريدة الكترونية موالية.وهي وقائع غريبة قد تثير الكثير من التساؤلات من قبيل هل كانت مقصودة وعن سابق تخطيط وما الغاية من ورائها وهل قاطع الاساتذة الجامعيون والمثقفون المحاضرة فتم تعويضهم بحشد اخوان واخوات الحزب…؟

تحدث المحاضر في التاريخ والحضارة حتى الحرب العالمية الثانية واستعرض تجارب النهضة بالعالم العربي منبها الى ان هذا المصطلح غير عربي ومستورد من الغرب كما حاجج عن الخصوصية حيث لاتنمية دون الانطلاق منها كما تطرق الى التحديث والحداثة منتقدا الحداثة الغربية ومعتبرا ان لكل امة حداثتها الخاصة مستشهدا بالنموذج الياباني وداعيا الى الوعي بالتراث والانطلاق منه لتحقيق التنمية غافلا عن نقد التراث العربي والامازيغي الاسلامي وعن مساهمة الحضارة الغربية في الحداثة.

بعد المحاضرة انتقى المسير المتدخلين وغض الطرف عن “المتطفلين “على اللقاء فانبرى المتدخلون في سرد اسهامات الفقهاء من قبيل السيد قطب ومن تبعه باحسان الى يوم الدين في تناغم لا نشاز فيه .
توالي هذه الوقائع جعل كثيرا من اللبس ينقشع واخذت “لجنة التراث” و”الجمعية المغربية للتراث والعلوم والحضارة” بكلية الطب والصيدلة واقصاء الغرباء من المناقشة والانزال المكثف للمنتخبين من ذات الحزب ؛ اخذت معانيها الجديدة البعيدة كل البعد عن ثقافة التنوع والاختلاف وعن اداب الحوار وحرية الراي والتعبير في فضاء طلابي جامعي.وتاكد بالملموس ان الديمقراطية ليست هي سلطة الصناديق فقط التي حملتهم الى السلطة والتسلط ولكنها كذلك قيم التسامح والمساواة واحترام الراي الاخر ..وهي القيم التي تغيب في ممارساتهم .كما ان المحاضر اعطى انطباعا بكونه مجرد قطعة على رقعة شطرنج الحزب الحاكم لهدف في نفس يعقوب وهو الحزب الذي يقود غزوا هادءا لفضاء جامعي قد يصبح غدا مفرخا لاطباء وصيادلة بول البعير!

الصوت المغربي/ احمد تواغد
الاخبار العاجلة