الصوت المغربي /عروسة الجنوب
من منا كان يظن أن أوضاع دول العالم ستنقلب رأسا على عقب بسبب جائحة هزت كيان البشرية جمعاء، فيروس انتشر عبر القارات انتشارا سريعا أصاب الآلاف و أودى بحياة الكثيرين بدأ من الصين في ديسمبر وتضررت منه قبل تمكنها من تطويقه بفضل حسن توظيفها للتكنولوجيا المتطورة .. أما نحن فمارسنا حياتنا بشكل عادي في بادئ الأمر وبكل استهان . رغم أن ملك البلاد والسلطات بإختلاف شرائحها أعلنت حربا شرسة ضد هذه الجائحة التي وجد فيها البعض مادة دسمة للفكاهة كموضوع الساعة ظنا منه انها مجرد إشاعات كاذبة أو حقا فيروس عابر مثل سابقيه وسرعان ما سيختفي . لنتفاجأ بأن هذا الخبيث سريع الانتشار وقد غزى معظم الدول الاوروبية ليسجل المغرب أول حالة لمهاجر حامل لهذه الجائحة بالبيضاء عندها أدركنا أن الامر ليس بتلك البساطة ، فاتخذ المغرب أولى الخطوات باصداره لقرار الحجر الصحي وتوقيف الدراسة قبل فوات الاوان ،حتى وإن كانت الجائحة قد شنت غزوا وتسربت مع حامليها الى أبعد الحدود فبدأ الشعب يعي أنها ليست بنكتة على الاطلاق إنها معركة يجب الانتصار فيها ، خاصة وأن وضعية قطاع الصحة بالمغرب وضعية هشة يجب إعادة النظر فيها وتعزيزها ومحاربة كل أشكال الفساد واللامبالاة من قبل المسؤولين عن هذا القطاع بهدف الرفع من مستوى الرعاية الطبية ، إن هذه الفترة الفيروسية الراهنة سلطت الضوء على جل المستشفيات وعرت عن مكامن ضعف وهشاشة المنظومة الصحية إنها فرصة لإستخلاص العبر . بازدياد عدد الحالات المصابة مع توالي الايام ظهرت أشكال من التضامن والتآزر أبان عنها المسؤولون من مختلف القطاعات ، أطباء وممرضون ومسؤولون أمنيون .. تركوا أسرهم ولبوا نداء الوطن قبل اتساع رقعة المصابين بهذا اللعين، مع اتخاد عدة إجراءات وقائية واحترازية طيلة فترة الحجر الصحي تضم برامج يتم ثبتها على الشاشات التلفزية تهتم بالاجابة على مختلف التساؤلات التي تؤرق بال المغاربة وكيفية التعامل في ظل هذه الفترة الوبائية المفاجئة التي أصبحنا نعيشها .كما أبان العديد من المواطنين عن كرمهم وتآزرهم من بينهم مشاهير وجمعيات وفاعلي خير تكفلوا بمساعدة المحتاجين ، كما تمت عمليات انتشال المتشردين من الازقة والشوارع من قبل السلطات المعنية تفاديا للاصابة بالفيروس ، وصندوق أنشأ لغاية مواجهة هذه الجائحة إضافة لمبالغ خصصت للأسر العاملة بالقطاعات الغير المهيكلة بغرض التخفيف من شدة الحاجة والعوز في ظل هذه الاجواء المتسمة بحظر الخروج الا للضرورة القصوى والماسة . كلها تدابير الغاية منها الوصول الى بر الامان بأقل الاضرار . ومكافحة هذا اللعين و الحفاظ على سلامة المواطنين.