الصوت المغربي: متابعة من بوسطن أمريكا
بعد بضع شهور من تعيينه على رأس المديرية الإقليمية لوزارة الشباب و الثقافة و التواصل قطاع الثقافة، أصدر وزير الشباب والثقافة محمد المهدي بنسعيد قرارا يقضي بإعفاء عبد الاله نفيس من مهامه دون سبب وجيه يذكر.
يذكر أن تعيين المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتطوان خلف لغطا كبيرا لدى بعض الأقلية التي تتحكم في قطاع الثقافة بتطوان وعلى رأسهم المشرف على المركز الثقافي و مسؤولة المالية و شن حرب ضروس عليه بسبب عدم الانصياع لأهوائهم ، ولعب دور الضحية أمام مدير لم يثبت عنه التلاعب بالمال العام ولا العبث بميزانية الدولة المخصصة للثقافة لخدمة المشهد الثقافي بالمدينة ، و العمل على الترويج لها بالشكل الذي أريد له من طرف وزارة بنسعيد.
المشرف على المركز الثقافي بتطوان خلق جوا من الفوضى داخل القطاع بادعاءات كاذبة مفادها أنه تم إعفاءه من مهامه بشكل نهائي، في حين أن الامر لا يعدو أن يكون تنقيل لمركز آخر بمرتيل قصد الإشراف عليه بسبب الخصاص الذي يعرفه، وهو أمر عادي يدخل ضمن اختصاصات المدير الإقليمي الجديد في الإشراف على موظفيه عكس ما رُوّج له من مغالطات لكسب تعاطف الرأي العام و ود غير العارفين بخبايا الأمور.
الغريب في الأمر بحسب تصريحات فعاليات ثقافية أن حرب البيانات بدأت قبل مجيئه للإدارة، و أن المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتطوان المعين حديثا حاولوا ترويج المغالطات عنه و تأليف القصص ومس حياته الشخصية والنيل منه وهو ما يتعارض مع الأخلاق العامة، لكن شهادة المهتمين بالقطاع و المنتمين كانت عكس ذلك هو أن الرجل إداري بامتياز ذو حوار جاد مع الجميع، جاء بفكرة خدمة القطاع و القطع مع الانتهازيين و المستغلين للمال العام، و الغارقين في الخمول و الكسل ، حيث صرح أحدهم كيف يعقل أن مسؤول سابق بالقطاع منذ سنوات لم يسجل له ولا غياب واحد و كأنه ربوت لا يمرض ولا يصيبه العياء البتة ، وهو ما يطرح أكثر من علامات استفهام حول ماهية سير الإدارة ، و آخر استطرد القول عيب أن تتم مهاجمة مسؤول لم يمضي على تعيينه الا بضع شهور و فبركة قصص واهية لا يمكن تقبلها، بالأحرى تصنيفها في خانة الحروب البئيسة التي تتكالب فيها بعض المنتفعين في حالة ما لم تتوافق مع مآربهم الشخصية .
مواطن من الجالية المغربية المقيمة بالديار البلجيكية ( ج ع ) صرح أنه أُقْصي من مشاريع ثقافية لمرات عديدة و منحها لنفس الشركة التي يتعاملون معها، و كأن المال العام من حق هذا الأخير دون غيره ، حيث فرضت عليه كشرط للاشراف على تظاهرة بشفشاون لائحة بأسماء آليات التنشيط ( ميكروفونات و مكبرات الأصوات و إضاءة وغيرها )قال أنها تستعمل فقط في امريكا بحسب تعبيره -متهكما- ، في حين عندما عاين نوع الاليات التي استعملت في تلك التظاهرة قال أنها لا تنطبق بتاتا على ما طلبوا منه ، بمعنى أن الأمر وما فيه كان إقصاء ممنهجا، وضرب تعليمات الوزير بنسعيد عرض الحائط الذي دعا للاهتمام بأبناء الجالية و فتح آفاق الاستثمار في وجههم و التعاون معهم في المجال الثقافي.
من جهته اشتكى مستفيد من إحدى المشاريع الممولة من طرف الوزارة حيث مباشرة بعد إعطاء انطلاقة المسرح الوطني أشرف على ورشة في إطار الشراكة بين مؤسسة والوني بروكسيل و وزارة الشباب الثقافة و التواصل قائلا: (كانت واحد الجمعية بلجكية هي لي كتأطر هاد الورشة بعدما عملنا فورماسيون ف بلجيكا جات رئيسة ق ت الوزارة بحضور المدير الإقليمي للثقافة و رئيس مؤسسة والوني بروكسيل و رئيسة ش ث م و مدير دار الصنائع، هذي دشنها الوزير و كانت تمضات كونطرا ديالا ب 8000 درهم للشهر من بعد غمقوا على الناس لي عملوا معاهم كونطرات و شدو ديك الورشة فدار الصنائع ولم يصرف ولا سنتيم واحد.).
وبحسب ملاحظات دقيقة لفعاليات ثقافية أثارت حفيظتهم هو تعامل المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بتطوان منذ مدة طويلة مع مؤسسات أجنبية بتطوان و إقصاء جمعيات ذات الصلة بالشأن الثقافي بالمدينة من أنشطتها التي تزاولها بدار الثقافة، لفسح المجال للمؤسسات التي ذكرنا سابقا رغم عدم توفرهم على برنامج يسمح لهم بعرض أنشطتهم وكأنهم أفضل من جمعيات المدينة التي ساهمت في خلق إشعاع ثقافي و حركية فنية جسدت عشق تطوان للفن والثقافة منذ عقود من الزمن ، وهو ما خلق نوع من الاستغراب لدى الفعاليات واعتبرته ميزا يضرب بشكل جلي في برنامج وزارة بنسعيد الذي يوصي بإيلاء الإهتمام لابناء المدينة أولا لما لهم من أسبقية ببلدهم، شأنهم شأن الهيئات الأجنبية التي تعطى لهم الأولوية بمسقط إقامتهم.
فعاليات ثقافية بتطوان استنكرت قرار الوزير بنسعيد واعتبرته مجحفا في حق المدير الإقليمي لوزارة الثقافة لم يكن صائبا حيث أن الظرفية لم تكن تستدعي هذا القرار، وخاصة أن الرجل منذ قدومه للمدينة كان دائم الاستقبال للوافدين على مكتبه يزودهم بأي معلومة أرادوها ، يتبادل معهم المشاريع التي ينوي تطبيقها على أرض الواقع سيرا على تعليمات الوزارة الوصية و فتح الآفاق أمام الجميع دون استثناء، و تعليقهم على الخلاف القائم بينه وبين المشرف على المركز الثقافي بتطوان كان ذو طابع شخصي لا يخدم أهواء هذا الأخير ومن معه ، و لم يمتثل لقرار مديره الذي له الصلاحية في التنقيل وغيره ، عكس ما روج له بالمدينة من اعفاء وهو مظلومية وهو أمر غير صحيح.
فعاليات مسرحية بالمدينة نبهوا لمسألة مهمة وهو تصدي بنسعيد لبعض اللوبيات التي اعتادت شن الحرب على بعض الموظفين الذين خالفوا التعليمات و التوجيهات التي تعرقل السير العام بالمرفق و الإطاحة بهم، تارة انتقاما وتارة أخرى تصفية لحسابات ضيقة ، و كأن القطاع غابة لا رقيب له، فضلا عن دعوة الوزارة الوصية لإرسال لجان تفتيش للاقليم لافتحاص طرق صرف ميزانية 2023، و كذا المستفيدين منها وسبب رفض عدد من المشاريع المقدمة لهم.
ذات الفعاليات اشارت إلى أن الجهة التي عادت المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتطوان المعين حديثا عداء لاحظه الغريب قبل القريب ، هددت كل الموظفين و الفعاليات التي لم ترضى التوقيع معها في بياناتها و عرائضها المشوبة بالتظلم و التعدي السافر في حقه ، و وعيدهم بعدم السماح لهم بوطئ باب دار الثقافة و ممارسة أي نشاط داخله، و تصفية حساباتهم معهم و جعلهم عبرة لغيرهم ، سواء المتواجدين بتطوان وكذاالمضيق ، في حين تتساءل الفعاليات مامدى “تفرعين، هذه الفئة ومن تحسب نفسها، مشيرة إلى مسألة خطيرة هو وجوب تدخل الجهات الوصية و عامل الإقليم لإيقاف هذا العبث الذي أصبح يسيئ للمشهد الثقافي بالمدينة.
ومما يزكي كلام نفس الفعاليات المسرحية مباشرة بعد صدور قرار الاعفاء صياغة بيان على وجه السرعة يوم الخميس 23 نونبر الجاري باسم إحدى النقابات والتي عقدت فيه اجتماعا طارئا لتجديد المكتب الجهوي و تأسيس المكتب الإقليمي تناقش فيه الوضع الثقافي بتطوان و المضيق الفنيدق على حد زعمهم، و عدم رضاهم على تعيين أستاذ للتربية البدنية على رأس المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بتطوان واصفين الأمر بالعنصرية المقيتة التي لم تتربى عليها تطوان، حيث أن التسيير الاداري لا علاقة له بالانتماء أو الممارسة بقدر ما يلزم حسن التسيير و الإنتاج، شأنه شأن وزارة الصحة يشرف على تسيبرها غالبا رجل إدارة وليس طبيب وهكذا مع جل الوزارات بهذا البلد.
ويبقى قرار إعفاء المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتطوان بحسب قريبين من القطاع و الغيورين عليه مجحف لم يستند على دليل منطقي ملموس ، قد جانب الصواب وكأن اللاهوت المسيطر يريد لعب دور الضحية لاستجداء عاطفة من لهم القرار بالمدينة ولو على حساب الأغلبية.