الصوت المغربي : محمد العربي اطريبش
نظم مركز أجيال التابع للرابطة المحمدية للعلماء يوم الخميس المنصرم 18 يناير 2019 ندوة تكوينية بمشاركة الأستاذة شفيقة الجراطي المتخصصة في علم الفرائض و ذلك بحضور الأستاذة عيادة خدير اختصاصية في التنمية البشرية، حيث اختير لهذه الورشة عنوان “مدرسة الحكماء” استحضرت فيها معالم الدين الإسلامي السمح و روابطه المتينة المنبنية على حسن التعامل و اختيار الصحبة الصالحة لما لها من نفع معنوي و إيجابي على الفرد. انطلاقا من الحديث النبوي الشريف : “إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً”متفقٌ عَلَيهِ.
ودعت الطلاب والطالبات إلى نبذ جميع أشكال الغلو و التطرف ونبذ لغة التعصب، وتأتي هذه الحلقة الأولى في إطار برنامج مدرسة الحكماء الذي أطلقه المركز بغية تمتين الأواصر ما بين جيل متمرس ومتمكن وجيل آخر يسعى للتعلم و التثقيف. مع عرض السيرة الذاتية و التجربة التعليمية التي مكنتها من خلق برامج اجتماعية دينية بينت فيها كيفية التعامل من المنظور الديني و الامتثال بالوسطية والاعتدال ونشر لغة الحوار و أن الاستقرار النفسي له إيجابيات عديدة على المستوى النفسي والأبعد من ذلك أن هناك دراسات يابانية أثبتت أنه يستعمل في العلاج من بعض الأمراض المستعصية.
في حين أضافت الأستاذة عيادة خدير إلى ضرورة تحفيز الفرد على تعلم اللغات و الانفتاح على محيط اجتماعي سليم و الابتعاد عن كل ما يؤذي النفس لما له من انعكاس سلبي على سلوكيات الشخص والتأثر بهم. و الابتعاد عن طابع التعصب والتركيز على تربية الأبناء تربية صالحة مع عدم فسح المجال لعائلاتهم و أقاربهم للتدخل في تربيتهم باستثناء الأبوين شريطة مراعاة نفسيتهم و تفهم حالاتهم ومصاحبتهم بالحسنى، كي لا يسقطون في دوامة العقد النفسية و الانزلاق فيما لا يحمد عقباه.
ولخصت الأستاذة عيادة مداخلتها بضرورة الصحة النفسية وذلك بخلق دورات تكوينية حول معرفة الذات وأسس التنمية الذاتية ومشاركتها للشباب لما لها من طاقة عجيبة ستساهم في بلورة الحياة الاجتماعية وتعزيز قدراتهم.