المغرب:تفكيك خطاب التطرف واجب على جميع المؤسسات الرسمية

المغرب:تفكيك خطاب التطرف واجب على جميع المؤسسات الرسمية

 الارهاب  - جريدة الصوت المغربي
الصوت المغربي : محمد العربي اطريبش
نظم مجلس القيادات الشابة لعمالة المضيق الفنيدق يوم 19يناير 2019 لقاء حواري حول موضوع “دور مختلف الفاعلين في الوقاية من التطرف العنيف” بقاعة الندوات بدار الثقافة بالمضيق.

كان هناك عرض الاستراتيجية الدينية للمملكة في محاربة الفكر المتطرف حيث سلط الضوء على هيكلة الحقل الديني للمملكة خصوصا بعد أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية والتي وضحها الأستاذ الباحث بدري عبد الخالق بالرابطة المحمدية للعلماء فيما يلي :

1 – مؤسسة إمارة المؤمنين التي يرأسها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وحفظه والمجلس العلمي الأعلى الذي وظيفته الإرشاد والفتوى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ثم الرابطة المحمدية للعلماء ثم مؤسسة الزوايا وجامعة القرويين ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.

2- عرض أهم البرامج الدينية وعلى سبيل المثال خلق ورش “المرشدين والمرشدات” إضافة إلى قناة محمد السادس القرآنية الأمر الذي  دعا فيه ذ بدري إلى ضرورة الاعتزاز والافتخار بالانتماء للمؤسسات الوطنية والتفاعل مع برامجها.

كما أشار في ذات السياق إلى الثوابت الدينية الثلاث التي تؤطر هيكلة الحقل الديني و المكونة من :

1- العقيدة الأشعرية نسبة إلى إمامها ومؤسسها أبي الحسن الأشعري، الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي أبي موسى الأشعري، هي مدرسة إسلامية سنية، اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث.

2- المذهب المالكي أحد المذاهب الإسلامية السنية الأربعة، والذي يتبنى الآراء الفقهية للإمام مالك بن أنس. تبلور مذهباً واضحاً ومستقلاً في القرن الثاني الهجري. أهم أفكاره هو الاهتمام بعمل أهل المدينة، ويمثل 35% من إجمالي المسلمين.

و ينتشر المذهب بشكل أساسي في شمال أفريقيا وتشمل دول الجزائر والسودان وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا و صعيد مصر وإريتريا ودول أخرى.

3-التصوف الجنيدي و مؤسسه أبو القاسم الجنيد بن محمد الخزاز القواريري، أحد علماءأهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري. وهو تجربة ذوقية وجدانية، وهو كغيره من العلوم له اصطلاحات ومفاهيم اختص بها في حقله المعرفي، تلك الاصطلاحات التي وسمها أهل الطريق-الصوفية- بالمقامات يتدرج فيها السالك، وبالأحوال تعتريه أثناء سيره في طريق الله عز وجل وهم على مر العصور عُرفوا بألفاظ وعبارات ميّزتهم عمّن سواهم، وانفردوا بها عن غيرهم.

و اختتم ذ بدري كلامه كون كل هذه الثوابت الدينية من شأنها أن تسيج وتحمي الشباب من براثن الفكر المتطرف والتشدد الفقهي وخطاب الكراهية كما سلط الضوء على كتيبات تفكيك خطاب التطرف التي أنتجتها الرابطة المحمدية للعلماء ليقدم بديل عن خطاب التطرف السائد في الوسائط الاجتماعية.
في حين شارك الاستاذ هشام الحداد بعرضه حول الخطوط العامة لفلسفة مجلس القيادات الشابة الذي ترعاه منظمة البحث عن أرضية مشتركة والرامي إلى إشراك الشباب في السيسات العمومية والدينامية المجتمعية حيث تطرق لمفهوم التطرف العنيف كما جاء في أدبيات الأمم المتحدة وعرج على المقاربة القانونية والأمنية والاجتماعية للمملكلة في سعيها لمحاصرة الفكر المتطرف. مع استدلاله ببعض الشخصيات الحية التي غرر بها من أجل الالتحاق بمناطق التوتر مستغلين بذلك وضعهم الاجتماعي والتعليمي والتأثير عليهم عن طريق عرض بعض المحفزات المادية و القيادية داخل صفوف التنظيمات الإرهابية ضاربين مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى التسامح والتعايش عرض الحائط.

جذير بالذكر أن الأستاذ هشام الحداد أكد في مداخلته على أن هذه الجماعات المتطرفة تلعب على وتر البروباغاندا الإعلامية من جهة للتأثير أكثر على الفئة المستهدفة  وجلب محاربين جدد ضمن صفوفهم مع إشادته بالدور الرئيسي الذي تلعبه الرابطة المحمدية للعلماء في تفكيك خطاب الكراهية و التطرف الفقهي عن طريق إصدار كتيبات لتفكيك جميع الخطابات والمفاهيم الهدامة لمجتمع مسالم متسامح مع خلق برامج وورشات تكوينية للشباب.

من جهة أخرى دعا ذ هشام إلى ضرورة استغلال المجال الإعلامي من أجل محاربة هذه الظواهر العنيفة الشادة كونه مجال مفتوح و نافدة سهلة لهذه الجماعات المتطرفة التي تشتغل عن طريق بث برامج تكفيرية ترهيبية من قبل دعاة الغلو والضلاميين وبالتالي وجب مجابهتهم ببرامج توعوية تثقيفية يتناول فيها أسس الدين المعتدل ونشر لغة الحوار والتعايش وزرع قيم التسامح والإيمان بالاختلاف وتقبل الاخر.

ختاما وبعد أحداث 16 ماي 2003 وضع المغرب مقاربة أمنية شمولية واستراتيجية دقيقة جعلته يستشعر خطر الهجمات الإرهابية التي قد تمس المملكة  لاسيما الموقع الاستراتيجي الذي يوجد فيه المغرب، وبالتالي فإن المقاربة الأمنية المعتمدة من قبل المملكة والمدعومة بنتائج ميدانية جيدة، ساهمت في تعزيز صورة المغرب من وجهة نظر المؤسسات الدولية المختصة و أن جل التقارير الموضوعية الصادرة عن الحكومات الأجنبية وضعت المغرب في خانة الدول الآمنة التي يمكن لمواطنيها زيارته. مع تركيزه على الرؤية الدولية للوضعية الأمنية بالمغرب، يعززها أكثر انخراط المملكة الفعال في محاربة الجريمة الدولية بكل أنواعها، بما في ذلك الإرهاب، وتعاونها اللامشروط مع شركائها الدوليين، مما مكنها من تبوء مكانة مرموقة ونيل اعتراف وتقدير المنتظم الدولي.

الاخبار العاجلة