من ظلمات كهوف البطالة،الى فيضانات جارفة لمختلف المبادئ الاسلامية،مع اعاصير تكنولوجية قلبت معايير مجتمع مرورا بلفحات نيران الاسعار وغلاء المعيشة……كل هذه الظواهر خلفت سلوكا جديدا لدى شباب المغرب و الذي يعرف بالعزوف عن الزواج.
عدم اقبال الشباب عن الزواج او رفضه ،ظاهرة اجتماعية مخيفة ،اكتسحت مجتمعنا مهددة بذلك ثقافته و اسسه الاسلامية، حيث اكدت تقارير دولية ان نسبة العنوسة تصل الى 40% في المغرب ،في حين ان معدل سن الزواج ارتفع ليصبح المعدل الوسطي بين 25و30سنة.
تباينت الآراء حول مبررات هذه الظاهرة الا ان الازمة واحدة. و تبقى مدونة الاسرة كلمة يستعملها معظم شباب اليوم لتبرير عزوفهم عن الزواج.
فبالنسبة للاغلبية تبقى مقتضيات المدونة صياغة حديثة ،استبعدت قوامة الرجل وجعلت من المراة راعية للأسرة ومتساوية معه،وبالتالي مستغلة لمجموعة من بنودها لتشتيت الاسرة.
في حين اشار مجموعة من رجال القانون ان الفهم الخاطئ لمجموعة من مقتضيات مدونة الاسرة،بالتحديد المادة 49 المتعلقة باقتسام الثروة بين الزوجين، وكذا الاستعمال العشوائي لمسطرة طلاق الشقاق ادت الى تكوين فكرة ضبابية عند الشباب والتي تكمن في تغليب المرأة عن الرجل.
فى السياق نفسه ،اكدوا كذلك ان لا وجود لترسانة قانونية تغلب طرف شخص على اخر وبالتالي مدونة الاسرة ليست اداة في يد الرجال او النساء للطعن في الجنس آلاخر،بل هي عمل اصلاحي يخدم الخلية الاساسية في المجتمع وهي الاسرة.
اصبح العزوف عن الزواج خطرا يهدد استمرارية مجتمعاتنا وبذلك فجوة عميقة بين الاجيال.
ومع وسائل التواصل الاجتماعي هل سيتخلى الشباب عن نظرتهم التشاؤمية ازاء مشروع الزواج باختيار شريك الحياة ،ام سيفضل شريك اللحظة فقط؟؟؟
✏مريم منية المروني